top of page

خطاب الكراهية يقوض الجهود العالمية لمكافحة كوفيد -19

تاريخ التحديث: ٣ مايو ٢٠٢١


يؤجج فيروس كورونا خطاب الكراهية ونظريات المؤامرة في جميع أنحاء العالم، مما قد يقوض الجهود الدولية التي تشتد الحاجة إليها لمكافحة المرض الجديد.

فقد عشنا طوفان من خطابات الكراهية والهجمات المناهضة للأجانب، والسامية، والمسلمين، والمهاجرين، واللاجئين، والأفارقة، والآسيويين. مع وجود أكثر من 4 ملايين حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، وما لا يقل عن 283000 حالة وفاة معروفة، يشعر الناس بالخوف ويتركون دون علاج، ويمكن أن يخلق الخوف الكراهية، كما إنه قد يغذي التحيزات والعنصرية الموجودة مسبقًا. كما إن انتشار نظريات المؤامرة على الإنترنت، والشائعات التي لا أساس لها، والمعلومات المضللة أدت إلى تفاقم المشكلة.





ففي الولايات المتحدة، كان هناك ارتفاع في الهجمات العنصرية ضد الأمريكيين الآسيويين، بعد أن أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارًا وتكرارًا إلى كوفيد-19 على أنه "الفيروس الصيني". وأدان الكثيرون الرئيس لاستخدامه مصطلح "الفيروس الصيني" لأنه يشجع على جرائم الكراهية ضد الآسيويين. وتقدم بعض الأمريكيين الآسيويين بقصص مروعة عن تعرضهم للصراخ والبصق، وهم يسيرون في الشارع.


وعلى الرغم من أنه يُعتقد أن فيروس كورونا قد نشأ في مدينة ووهان، بالصين، فقد انتشر الفيروس في جميع أنحاء العالم، وأصاب الناس من كل جنسية ودين وعرق وجنس. ولمكافحة الكراهية، أقر مجلس المدينة في تكساس بالإجماع في 8 مايو، قرارًا يدين خطاب الكراهية تجاه المجتمعات الآسيوية، وجزر المحيط الهادئ، واليهود. وينص القرار على أن: "فيروس كوفيد-19 يعتبر قضية صحية عامة وليست عنصرية أو دينية أو عرقية، والاستخدام المتعمد لمصطلحات مثل "الفيروس الصيني" أو "فيروس الكونغ فو" لوصفه لا يشجع إلا على جرائم الكراهية والحوادث ضد الآسيويين ونشر المزيد من المعلومات الخاطئة في وقت يجب أن تعمل فيه المجتمعات معًا لتجاوز هذه الأزمة".


وفي الوقت نفسه، في الصين، استهدفت جهود احتواء انتشار فيروس كورونا في مدينة قوانغتشو الجنوبية بشكل غير عادل الأفارقة. أفاد عدد من الأفارقة في قوانغتشو بأنهم تعرضوا لفحوصات فيروس كورونا والحجر الصحي بعد انتشار شائعات على الإنترنت بأن الأفارقة كانوا يستوردون المرض إلى البلاد. حتى أن بعض الأفارقة طُردوا من شققهم وأجبروا على النوم في الشوارع. وقد تسببت سياسات الاحتواء القائمة على العرق في الصين في توتر العلاقات بين الصين وأفريقيا.





وقد شعر بعض المسلمين في الهند أيضًا بأنهم مستهدفون من شائعات بأنهم ينشرون فيروس كورونا، مع وجود حالات موثقة لهجمات عبر الإنترنت وفي الشوارع. ويشكل المسلمون حوالي 200 مليون من سكان الهند البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة. مع تصاعد القومية الهندوسية، يخشى بعض المسلمين من أن يكون فيروس كورونا مجرد أحدث ذريعة للإسلاموفوبيا.

وكانت قوارب اللاجئين الروهينجا، وهم أقلية من ميانمار، تطفو في البحر لمدة شهرين تقريبًا، عندما مُنعوا من دخول ماليزيا. ويعيش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في ظروف مزرية في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش. حيث استقل بعض اللاجئين اليائسين قوارب متهالكة بحثًا عن حياة أفضل في ماليزيا. ورفضت ماليزيا في نهاية أبريل العديد من هذه القوارب المليئة باللاجئين المشتتين بسبب مخاوف من فيروس كورونا. وفي الآونة الأخيرة، دعت أكثر من 80 منظمة حقوقية رئيس الوزراء الماليزي إلى التصدي لخطاب الكراهية والتهديدات العنيفة الموجهة ضد اللاجئين الروهينجا في البلاد.

لاجئو الروهينجا ليسوا النازحين الوحيدين الذين يواجهون التمييز في ظل هذا الوباء العالمي. كما اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراءات صارمة ضد اللجوء، مستخدمًا فيروس كورونا كذريعة للحد من الهجرة القانونية، وهي السياسة التي ظل يدافع عنها منذ فترة طويلة.


ومثلما لا يهاجم فيروس كورونا مجموعة دينية واحدة فقط، فإن خطاب الكراهية المرتبط بفيروس كورونا يهاجم أيضًا العديد من الأديان. ووفقًا لتقرير سنوي حول معاداة السامية في جميع أنحاء العالم، نشره مركز كانتور لدراسة يهود أوروبا المعاصرين في جامعة تل أبيب، تم الترويج لخطاب الكراهية المتعلق بفيروس كورونا ضد الشعب اليهودي من قبل "اليمين المتطرف والدوائر المسيحية المحافظة المتطرفة والإسلاميين وإلى حد طفيف من قبل أقصى اليسار".


وعندما كان يجب أن تركز الحكومات والمنظمات غير الحكومية على العمل معًا لمكافحة فيروس كورونا، كان البعض بدلاً من يعدون إما ضحايا أو من مرتكبي نظريات المؤامرة أو الألاعيب السياسية، مما يغذي العنصرية البغيضة والتعصب الأعمى.


ولكن كما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "لا يفرق فيروس الكوفيد-19 بين مكان معيشتنا، وماهيتنا، وما نؤمن به أو ما يميزنا أو ما نعتنقه من مفاهيم أو أفكار، نحن بحاجة إلى كل قطرة تضمان للتعامل معه والتصدي له. ومع ذلك، لا يزال الوباء يطلق العنان لموجة عارمة من الكراهية وكراهية الأجانب، والتضليل والترويج للخوف ".


مشاهدتان (٢)٠ تعليق
bottom of page